منتدى متع ذهنك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى متع ذهنك

مخصصة لعجائب وغرائب الكون♠○ثقافة عامة وترفيه○♣
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 ♥أضواء على الصلاة♥

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نسيم الذكريات
Admin
نسيم الذكريات


المساهمات : 441
تاريخ التسجيل : 03/03/2014
العمر : 26

♥أضواء على الصلاة♥ Empty
مُساهمةموضوع: ♥أضواء على الصلاة♥   ♥أضواء على الصلاة♥ I_icon_minitimeالسبت مارس 22, 2014 10:46 am

مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:فهذه الرسالة مختصرة، تلقي الضوء على بعض أحكام الصلاة، قمت بجمعها والتعليق عليها، لضرورة الناس إليها، وقد أسميتها (أضواء على الصلاة) وأسال الله العلي العظيم أن ينفعني والمسلمين بها انه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين.
إبراهيم عبد العزيز بركات
 
معنى الصلاة:
الصلاة لغة الدعاء، قال تعالى:"خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلِّ عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم".  (التوبة:103)قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى:وصل عليهم) أي ادعو لهم واستغفر لهم، كما رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن أبي أوفى قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بصدقة قوم صلى عليهم فأتاه أبي بصدقته، فقال (اللهم صل على آل أبي أوفى).وقال سبحانه:"هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيماً". (الأحزاب:43)وصلاة الله سبحانه على عباده ثناؤه عليهم عند ملائكته. وقيل الصلاة من الله على عباده بمعنى الرحمة. وأما الصلاة من الملائكة على المؤمنين بمعنى الدعاء للناس والإستغفار لهم قال تعالى عن الملائكة:"الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم". (غافر:7)وأما معنى الصلاة شرعاً: فهي عبارة عن مجموعة من الأفعال التعبدية المعلومة شرعاً التي يقوم بها المصلون. وهي صلة تصل العبد بربه جل وعلا.

مكانة الصلاة:
والصلاة ركن من أركان الإسلام، وهي الركن الثاني بعد الشهادتين لما جاء في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان". (متفق عليه)وهي عمود الدين التي من أقامها أقام الدين، ومن هدمها هدم الدين لما جاء في الحديث عن معاذ بن جبل قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوماً قريباً منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله: أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال:"لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت، ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل قال: ثم تلا (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) حتى بلغ (يعلمون) ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه قلت: بلى يا رسول الله قال: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله قلت: بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه قال: كف عليك هذا فقلت: نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم" (رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح)والصلاة الحد الفاصل بين الإيمان والكفر لما جاء في الحديث عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر". (رواه النسائي وغيره وهو صحيح)

الصلاة من الإيمان:

وقد جعل الله سبحانه الصلاة شعبة من شُعب الإيمان، وهي من أقوى الشُعب، وقد جعلها الله سبحانه إيمانا فقال:"وما كان الله ليضيع إيمانكم". (البقرة:143)قال ابن كثير في هذه الآية الكريمة: (أي صلاتكم إلى بيت المقدس قبل ذلك، ما كان يضيع ثوابها عند الله).وفي الحديث الصحيح عن أبي جمرة قال كنت أقعد مع ابن عباس يجلسني على سريره فقال: أقم عندي حتى أجعل لك سهماً من مالي فأقمت معه شهرين ثم قال:"إن وفد عبد القيس لما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم قال: من القوم أو من الوفد قالوا: ربيعة قال: مرحبا بالقوم أو بالوفد غير خزايا ولا ندامى فقالوا: يا رسول الله إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشهر الحرام وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة وسألوه عن الأشربة فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع أمرهم بالإيمان بالله وحده قال: أتدرون ما الإيمان بالله وحده قالوا: الله ورسوله اعلم قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تعطوا من المغنم الخمس ونهاهم عن أربع عن الحنتم والدباء والنقير والمزفت وربما قال المقير وقال: احفظوهن واخبروا بهن من وراءكم". (رواه البخاري)

الصلاة من الأعمال التي تدخل الجنة:

وقد جعل الله سبحانه الصلاة الحقة، من أبرز الأعمال التي تدخل صاحبها الجنة، كما ثبت ذلك عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أخبرني بعمل يدخلني الجنة قال: ما له ما له وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أرب ما له تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم". (متفق عليه)

الصلاة مكفرة للذنوب:

والصلاة من الأعمال الشرعية التي يكفر الله سبحانه بها ذنوب عباده، حيث جاء في الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن". (رواه مسلم)وعن أسماء بنت الحكم الفزاري قالت سمعت علياً يقول: أني كنت رجلاً إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني به وإذا حدثني رجل من أصحابه استحلفته فإذا حلف لي صدقته وإنه حدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ثم قرأ هذه الآية "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم " إلى آخر الآية. (رواه الترمذي وقال حديث على حدي حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه).

حكم الصلاة:
والصلاة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل بدلالة الكتاب والسنة والإجماع. قال تعالى:"وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة". (البينة)وقال سبحانه:"إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً". (النساء:103)وأما في السنة فقد جاء في الحديث عن مجاهد عن ابن عباس قال:"فرض الله الصلاة على لسان نبيكم صلى الله عليه مسلم في الحضر أربعاً وفي السفر ركعتين وفي الخوف ركعة". (رواه مسلم)ووجوب الصلاة من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، ومن خالف في وجوبها، فهو كافر مرتد، مهدور الدم.

عددها:
وقد فرضها الله سبحانه خمس صلوات في اليوم والليلة فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذ رضي الله عنه على اليمن قال:"إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله فإذا عرفوا الله فاخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا فعلوا فاخبرهم أن الله فرض عليهم زكاة من أموالهم وترد إلى فقرائهم فإذا أطاعوا بها فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس". (متفق عليه)ولمن قام بهن على وجههن فإن له بهن أجر خمسين صلاة، لما جاء في الصحيح عن أنس بن مالك قال: كان أبو ذر يحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل صلى الله عليه وسلم ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً فأفرغه في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا فلما جئت إلى السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء: افتح قال: من هذا قال: هذا جبريل قال: هل معك احد قال: نعم معي محمد صلى الله عليه وسلم فقال: أرسل إليه قال: نعم فلما فتح علونا السماء الدنيا فإذا رجل قاعد على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة إذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل يساره بكى فقال: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح قلت لجبريل: من هذا قال: هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه فأهل اليمين منهم أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر عن شماله بكى حتى عرج بي إلى السماء الثانية فقال لخازنها: افتح فقال له خازنها مثل ما قال الأول ففتح قال أنس فذكر أنه وجد في السموات آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم صلوات الله عليهم ولم يثبت كيف منازلهم غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا وإبراهيم في السماء السادسة قال أنس فلما مر جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم بإدريس قال: مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح فقلت: من هذا قال: هذا إدريس ثم مررت بموسى فقال: مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت: من هذا قال: هذا موسى ثم مررت بعيسى فقال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح قلت: من هذا قال: هذا عيسى ثم مررت بإبراهيم فقال: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح قلت: من هذا قال: هذا إبراهيم صلى الله عليه وسلم قال: ابن شهاب فأخبرني ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان قال النبي صلى الله عليه وسلم: ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام قال ابن حزم وأنس بن مالك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ففرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى مررت على موسى فقال: ما فرض الله لك على أمتك قلت: فرض خمسين صلاة قال: فارجع إلى ربك فان أمتك لا تطيق ذلك فراجعت فوضع شطرها فرجعت إلى موسى قلت: وضع شطرها فقال: راجع ربك فان أمتك لا تطيق فراجعت فوضع شطرها فرجعت إليه فقال: ارجع إلى ربك فان أمتك لا تطيق ذلك فراجعته فقال: هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي فرجعت إلى موسى فقال: راجع ربك فقلت استحييت من ربي ثم انطلق بي إلى سدرة المنتهى وغشيها ألوان لا أدري ما هي ثم أدخلت الجنة فإذا فيها حبايل اللؤلؤ وإذا ترابها المسك". (متفق عليه)

فضلها:

وقد دلت النصوص الشرعية على عظيم فضل الصلاة، فمن هذه النصوص ما جاء عن أبي هريرة انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يومٍ خمساً ما تقول ذلك يبقي من درنه شيء قالوا لا يبقى من درنه شيئاً قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا". (متفق عليه)

الأمر بالمحافظة على الصلاة:
قال تعالى:"والذين هم على صلاتهم يحافظون". (المعارج:34)قال الطبري في تفسير هذه الآية الكريمة:والذين هم على مواقيت صلاتهم التي فرضها الله عليهم وحدودها التي أوجبها عليهم يحافظون، ولا يضيعون لها ميقاتاً ولا حداً). (جامع البيان)وفي كتاب الجامع لأحكام القران يقول القرطبي في تفسير هذه الآية الكريمة:قال قتادة:يحافظون) على وضوئها وركوعها وسجودها. قال القرطبي: فالدوام خلاف المحافظة، فدوامهم عليها أن يحافظوا على أدائها لا يخلون بها ولا يشتغلون عنها بشيء من الشواغل، ومحافظتهم عليها أن يراعوا إسباغ الوضوء لها ومواقيتها ويقيموا أركانها، ويكملوها بسننها وآدابها ويحفظوها من الإحباط باقتراب المأثم. فالدوام يرجع إلى نفس الصلوات والمحافظة على أحوالها).وفي الحديث عن عبد الله رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال:"الصلاة على وقتها قال ثم أي قال ثم بر الوالدين قال ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني". (متفق عليه)وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وصام رمضان وحج البيت إن استطاع إليه سبيلاً وأعطى الزكاة طيبة بها نفسه وأدى الأمانة". قالوا يا أبا الدرداء وما أداء الأمانة قال: الغسل من الجنابة. (رواه أبو داود:وقال الألباني حسن)وعن عبد الله بن الصنابحي قال: زعم أبو محمد أن الوتر واجب فقال عبادة بن الصامت كذب أبو محمد أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"خمس صلوات افترضهن الله من أحسن وضوئهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ومن لم يفعل فليس له على الله عهد إن شاء غفر له وإن شاء عذبه".(أبو داوود: وصححه الألباني)

أفضل أماكن الصلاة:
والمساجد هي الأماكن التي أعدت للصلاة، قال تعالى:"في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار". (النور:36-37)فالمساجد هي البيوت التي أعدت للصلاة وقد جاء في فضلها أحاديث كثيرة، ومنها ما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وسوقه خمساً وعشرين ضعفاً، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة وحط عنه خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه: اللهم صل عليه اللهم ارحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة".وهذا في حق الصلاة المكتوبة، أما صلاة النافلة فهي في البيوت أفضل منها في المساجد لما جاء في الصحيح عن زيد بن ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة قال: حسبت أنه قال من حصير في رمضان فصلى فيها ليالي فصلى بصلاته ناس من أصحابه فلما علم بهم جعل يقعد فخرج إليه فقال:"قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم فصلوا أيها الناس في بيوتكم فان أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة". (رواه البخاري)وأما النساء فالأفضل في حقهن أن يصلين في بيوتهن المكتوبة والنافلة على حد سواء لما جاء عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي، أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أحب أن أصلي معك. قال:"قد علمت أنك تحبين أن تصلي معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي". (رواه احمد)ولا يجوز للرجال أن يمنعوا نساءهم من الذهاب إلى المساجد للعبادة ما أمنت الفتنة، لقوله صلى الله عليه وسلم:"لا تمنعوا إماء الله مساجد الله". (متفق عليه)

فضل بناء المساجد:
قال تعالى:"إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين". (التوبة:18)وعمارة المسجد على ضربين، عمارة إيمانية وعمارة بنيانية، إلا أن العمارة البنيانية لا تصح من غير العمارة الإيمانية، حيث بين الله سبحانه الفرق بين الذين يعمرون المساجد للصلاة فيها، ويذكرون فيها اسم الله بالغدو والآصال، وبين الذين يعمرونها عمارة بنيانية ويقومون على خدمة أهلها، دون الإيمان والعمل الصالح، فقال تعالى في حق الكافرين الذين كانوا يقومون على المحافظة على الكعبة، وخدمة الحجيج:"أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين". (التوبة:19)قال ابن عباس في تفسير هذه الآية:نزلت في العباس بن عبد المطلب، حين أسر ببدر قال: لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد، لقد كنا نعمر المسجد الحرام ونسقي الحاج ونفك العاني قال: الله عز وجل:"أجعلتم سقاية الحاج-إلى قوله-والله لا يهدي القوم الظالمين)، يعني أن ذلك كله كان في الشرك ولا أقبل ما كان في الشرك.وقد جاءت الأحاديث الشريفة تبين فضل من بنى لله مسجداً، منها ما جاء عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه قال:سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"من بنى لله مسجداً بنى الله له مثله في الجنة". (رواه الترمذي وقال: حديث عثمان حديث حسن صحيح)

فضل انتظار الصلاة:
وجاء في النصوص الشرعية ما يبين فضل من يحرص على الصلاة في أوقاتها، ويبقى ذاكراً لها فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط". (رواه مسلم)  

أفضل الصلاة:
والصلاة في الجماعة، أفضل من غيرها لما ثبت في الصحيح عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة". (متفق عليه)

حكم صلاة الجماعة:
وصلاة الجماعة في حق الرجال واجبة على أرجح القولين إلا لعذر لما ثبت عن أبي هريرة قال جاء رجل أعمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه ليس لي قائد يقودني إلى الصلاة فسأله أن يرخص له أن يصلي في بيته فأذن له فلما ولى دعاه قال له:"أتسمع النداء بالصلاة قال: نعم قال: فأجب". (رواه مسلم، والنسائي)وكذلك ما جاء عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلاً فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقاً سميناً أو امرأتين حسنتين لشهد العشاء". (متفق عليه)وقد صح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه أو مريض إن كان المريض ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا سنن الهدى وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه". (رواه مسلم)وأما ما استدل به البعض على أن صلاة الجماعة مندوبة، لقوله صلى الله عليه وسلم:"صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة".فلا يصح دليلاً على المسألة، حيث لا تعارض بين النصوص، فالنصوص التي دلت على وجوب صلاة الجماعة، كانت في حق من يسمع النداء، وهو قادر على إتيان المسجد، أما من لم يسمع النداء أو لم يستطع إتيان المسجد لعذر، فصلاة الجماعة في حقه مندوبة ما لم يحصل ضرر لذلك والله تعالى أعلى وأعلم.

حكم الجماعة الثانية:
وهذا الحكم ينطبق على الجماعة الأولى دون الثانية فالواجب على من سمع النداء أن يأتي المسجد للصلاة مع الإمام الراتب، بدليل فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ما هم به من تحريق بيوت من تخلف عن الجماعة ومعلوم أن المقصود بالجماعة هي الجماعة التي يؤذن لها، ولان الواجب على الناس شهود الجماعة مع الإمام الراتب، فمن تخلف عن الجماعة الأولى من غير عذر شرعي، فهو آثم، وأما من أتى المسجد وكانت الجماعة مع الإمام الراتب قد انقضت، فيجوز له أن يصلي في جماعة ثانية لما رواه البخاري في صحيحه في باب فضل صلاة الجماعة قال:"وكان الأسود إذا فاتته الجماعة ذهب إلى مسجد آخر وجاء أنس بن مالك إلى مسجد قد صلى فيه فأذن وأقام وصلى جماعة". وقد ذهب بعض العلماء إلى كراهية تعدد الجماعات في المسجد الذي له إمام راتب، من هؤلاء الإمام الشافعي، حيث قال في كتابه الأم تحت باب صلاة الجماعة:وإذا كان للمسجد إمام راتب ففاتت رجلاً أو رجالاً فيه الصلاة صلوا فرادى، ولا أحب أن يصلوا فيه جماعة، فإن فعلوا أجزأتهم الجماعة فيه، وإنما كرهت ذلك لهم لأنه ليس مما فعل السلف قبلنا، بل قد عابه بعضهم، وأحسب كراهية من كره ذلك منهم، إنما كان لتفرق الكلمة، وأن يرغب رجل عن الصلاة خلف إمام جماعة فيتخلف هو ومن أراد عن المسجد في وقت الصلاة، فإذا قضيت دخلوا فجمعوا فيكون في هذا اختلاف وتفرق كلمة وفيهما المكروه، وإنما أكره هذا في كل مسجد له إمام ومؤذن فأما مسجد بني على ظهر الطريق أو ناحية لا يؤذن فيه مؤذن راتب ولا يكون له إمام معلوم ويصلي فيه المارة ويستظلون، فلا أكره ذلك فيه لأنه ليس في المعنى الذي وصفت من تفرق الكلمة، وأن يرغب رجال عن إمامة رجل فيتخذون إماماً غيره، وإن صلى جماعة في مسجد له إمام، ثم صلى آخرون في جماعة بعدهم كرهت ذلك لهم لما وصفت وأجزأتهم صلاتهم).

الجماعة واجبة في غير المسجد:
وصلاة الجماعة لا تختص بالمساجد دون غيرها، وإن كانت في المسجد واجبة في حق من سمع النداء وأما إن كان رجال ثلاثة فما فوق في حي أو مكان لم يسمعوا فيه النداء، فصلاة الجماعة واجبة في حقهم، لما صح عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية". (رواه أبو داود، والنسائي وهو صحيح) قال زائدة قال السائب يعني بالجماعة الصلاة في الجماعة.

حقيقة الصلاة:
والصلاة الحقة، هي التي تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر، لقوله تعالى:"اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون". (العنكبوت:45)قال ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة: يعني أن الصلاة تشتمل على شيئين على ترك الفواحش والمنكرات، أي مواظبتها تحمل على ترك ذلك وقد جاء في الحديث عن ابن عباس مرفوعاً:"من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم تزده من الله إلا بعداً". (مختصر تفسير ابن كثير)وروى الحافظ أبو بكر البزاز قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن فلاناً يصلي بالليل فإذا أصبح سرق قال:"إنه سينهاه ما تقول".وقال أبو العالية: إن الصلاة فيها ثلاث خصال فكل صلاة لا يكون فيها شيء من هذه الخصال فليست بصلاة: الإخلاص والخشية وذكر الله فالإخلاص يأمر بالمعروف، والخشية تنهاه عن المنكر وذكر الله يأمره وينهاه.فهذه الصلاة، يؤكد الله سبحانه على أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر فلا يقع صاحبها في الفحشاء والمنكر، وقد أثر عن كثير من السلف الصالح: أن من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فلا صلاة له ولكن هذا مع كون الصلاة صحيحة، مستوفية لشروطها وأركانها أما إن كانت غير مستوفية لشروطها وأركانها، فلا يتحقق لصاحبها هذا الفضل، ألا وهو عدم الوقوع في الفحشاء والمنكر وقد نرى كثيراً من الناس يصلون ويصومون ويقعون في محظورات يترفع عنها المؤمنون، وذلك لعدم تحقق معنى الصلاة في نفوسهم فليست الصلاة حركات رياضية خالية من أي مضمون، بل هي عبادة محضة يتصل أصحابها بالله جل وعلا والمقصود منها تحقق تقوى الله سبحانه في القلوب، قال تعالى:"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر وملائكته والكتاب والنبيين وءاتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وءاتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون". (البقرة:177)قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: اشتملت هذه الآية الكريمة على جمل عظيمة، وقواعد عميقة وعقيدة مستقيمة، فإن الله تعالى لما أمر المؤمنين أولا بالتوجه إلى بيت المقدس، ثم حولهم إلى الكعبة شق ذلك على نفوس طائفة من أهل الكتاب وبعض المسلمين، فأنزل الله تعالى بيان حكمته في ذلك وهو أن المراد إنما هو طاعة الله عز وجل، وامتثال أوامره، والتوجه حيثما وجهّ، واتباع ما شرع فهذا هو البر والتقوى والإيمان الكامل، وليس في لزوم التوجه إلى جهة المشرق أو المغرب بر ولا طاعة، إن لم يكن عن أمر الله وشرعه. (مختصر تفسير ابن كثير)فالحكمة من العبادة التحصل على تقوى الله سبحانه، وأما إن صلى العبد وصام، ولم يتق ربه في أعماله، فلا عبرة من صلاته وصيامه كما أثر ذلك في الحديث عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رجل يا رسول الله:"إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها قال: هي في النار قال: يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها وإنها تصدق بالأثوار من الاقط ولا تؤذي جيرانها بلسانها قال: هي في الجنة". (رواه أحمد في مسنده وهو صحيح) الأثوار من الاقط: القطع من اللبن المجفف.

الترهيب من التساهل في الصلاة:
ولذلك نرى النصوص الشرعية، قد شددت في حق المتساهلين في الصلاة، الذين لا يأتون بها على أصولها، أي لا يقومون بها كما يجب، فمن هذه النصوص قول الله سبحانه:"فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون". (الماعون)قال عطاء بن دينار: الحمد لله الذي قال:عن صلاتهم ساهون) ولم يقل :في صلاتهم ساهون) فيؤخرونها إلى آخر الوقت، أو لا يؤدونها بأركانها وشروطها من الخشوع فيها والتدبر لمعانيها فاللفظ يشمل ذلك كله).فالساهون عن صلاتهم، هم الذين سيصلونها آخر وقتها، لا الذين يتركونها، أو يصلونها بعد انقضاء وقتها كما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً". (متفق على صحته)ويدخل في ذلك معنى آخر يتناول الذين لا يطمئنون بها، ولا يحسنون ركوعها ولا سجودها وقد اعتبر صلى الله عليه وسلم صلاة هؤلاء باطلة كما جاء عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"دخل المسجد فدخل رجل فصلى فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد وقال ارجع فصل فانك لم تصل فرجع يصلي كما صلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ارجع فصلي فانك لم تصل ثلاثاً فقال والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره فعلمني فقال إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القران ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ثم ارفع حتى تعدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ثم ارفع حتى تطمئن جالساً وافعل ذلك في صلاتك كلها". (رواه البخاري)فجعل صلى الله عليه وسلم صلاة هذا الرجل باطلة، لعدم استيفائها لأركانها، ومن هذه الأركان الاطمئنان، حيث الاطمئنان ركن من أركان الصلاة من لم يأت به فصلاته باطلة، وهذا أمر يغفل عنه كثير من المصلين حيث يتساهلون في هذا الأمر الذي يجعل من صلاتهم باطلة، وقد جاء صريحاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه اعبر صلاة من لم يطمئن بها باطلة كما ثبت ذلك عن أبي مسعود الأنصاري البدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تجزئ صلاة لا يقيم فيها الرجل يعني صلبه في الركوع والسجود". (رواه الترمذي وقال حديث أبي مسعود الأنصاري حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم يرون أن يقيم الرجل صلبه في الركوع والسجود وقال الشافعي وأحمد وإسحق من لم يقم صلبه في الركوع والسجود فصلاته فاسدة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود)

حكم من يسرق من صلاته:
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن من لم يطمئن بصلاته يكون أشد السارقين سرقة، لما جاء في الحديث عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته قالوا يا رسول الله وكيف يسرقها قال لا يتم ركوعها ولا سجودها". (رواه احمد، وهو حديث متصل رجاله ثقات خلا على بن زيد قد تكلم فيه)وقد دلت الأدلة الشرعية على عدم قبول صلاة من لا يطمئن بها ولا يأتي بها على وجهها الشرعي مما يدفعنا إلى الحرص على قبول صلاتنا، وعدم إضاعتها فنكون ممن حبط عمله من حيث لا يشعر وذلك من خلال إتياننا بها على أتم وجه، ولا نبتغي بها إلا وجه الله سبحانه وتعالى.

ثلاثة لا يقبل الله صلاتهم:
وفي الحديث، إن الله سبحانه لا يقبل صلاة ثلاثة، فقد جاء عن أبي إمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم العبد الآبق حتى يرجع وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط وإمام قوم وهم له كارهون". (رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه)

حكم تارك الصلاة:
وأما تارك الصلاة بالكلية عامداً متعمداً مع العلم بحكمها، فهو كافر مرتد، لا تجري عليه أحكام المسلمين، بدلالة الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم، فمن الكتاب قوله تعالى:"فإن تابوا وأقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة فإخوانكم في الدين". (التوبة:11)قال ابن عثيمين:مفهوم الآية أنهم إذا لم يفعلوا ذلك فليسوا إخوانا لنا، ولا تنفي الإخوة الدينية بالمعاصي وان عظمت، ولكن تنفي عند الخروج عن الإسلام).وذلك أن الآية الكريمة، تدل على أن المشركين إذا تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، فهم مسلمون لهم ما للمسلمين، وعليهم ما عليهم. وقد يقول قائل: هذا لا يكون إلا بترك جميع ما ورد في الآية، من عدم الإيمان وترك الصلاة والزكاة، أما إذا انفرد بترك واحدة مع الإيمان، فلا يعتبر كافراً بدليل أن ترك الزكاة لا يعتبر كفراً بقول جماهير أهل العلم، وهو القول الراجح الذي دلت عليه النصوص الشرعية. ولو كان الاستدلال بالآية صحيحاً، لكان تارك الزكاة كافراً قياساً على تارك الصلاة، لأن الآية تناولت الأمرين معاً.أقول: قد يكون هذا الاستدلال صحيحاً في ظاهره ولكنه على خلاف الأدلة الشرعية، حيث جاء في الأدلة الشرعية ما يبين من خلالها أن تارك الزكاة ليس كافراً ما لم يجحد وجوبها، أو يقاتل المسلمين عليها، وهو ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار قيل يا رسول الله فالإبل قال: ولا صاحب إبل لا يؤدي منها حقها ومن حقها حلبها يوم وردها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت لا يفقد منها فصيلاً واحداً تطؤه باخفافها وتعضه بأفواهها كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار قيل يا رسول الله فالبقر والغنم قال ولا صاحب بقر ولا غنم لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر لا يفقد منها شيئاً ليس فيها عقصاء ولا جلحاء ولا عضباء تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار قيل يا رسول الله فالخيل قال: الخيل ثلاثة هي لرجل وزر وهي لرجل ستر وهي لرجل أجر فأما التي هي له وزر فرجل ربطها رياء وفخراً ونواء على أهل الإسلام فهي له وزر وأما التي هي له ستر فرجل ربطها في سبيل الله ثم لم ينس حق الله في ظهورها ولا رقابها فهي له ستر وأما التي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله لأهل الإسلام في مرج وروضة فما أكلت من ذلك المرج أو الروضة من شيء إلا كتب له عدد ما أكلت حسنات وكتب له عدد أرواثها وأبوالها حسنات ولا تقطع طولها فاستنت شرفا أو شرفين إلا كتب الله له عدد أثارها وأرواثها حسنات ولا مر بها صاحبها على نهر فشربت منه ولا يريد أن يسقيها إلا كتب الله له عدد ما شربت حسنات قيل يا رسول الله فالحمر قال: ما أنزل علي في الحمر شيء إلا هذه الآية الفاذة الجامعة  "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره". (رواه مسلم في صحيحه)فقد جعل الله سبحانه تارك الزكاة بعد انقضاء الحساب، بين المشيئة، إن شاء أدخله الجنة، وإن شاء أدخله النار، ومعلوم أن الكافر لا يدخل الجنة حتى يلج الجمل في سمّ الخياط، فتبين من ذلك أن تارك الزكاة مسلم ما لم يجحد وجوبها، على خلاف تارك الصلاة، فقد أطبقت الأدلة على كفره.الدليل من السنة، جاء جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة". (رواه مسلم)وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر". (رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب)فهذه أحاديث صحيحة، تبين كفر تارك الصلاة سواء أكان معتقداً وجوبها، أو غير معتقد وكذلك أثر عن كثير من الصحابة رضي الله عنهم، كفر تارك الصلاة، منهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة) قال ابن عثيمين: والحظ النصيب، وهو هنا نكرة في سياق النفي فيكون عاماً لا نصيب لا قليل ولا كثير.وقال عبد الله بن شقيق:كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون من الأعمال تركه كفر غير الصلاة).وهذا الأثر صحيح، وهو دليل على كفر تارك الصلاة كفراً أكبر، فلو كان المقصود بالكفر الكفر الأصغر الذي لا يخرج صاحبه من الملة، لما كانت ثمة فائدة من تخصيص الصلاة بالذكر، فالصحابة رضي الله عنهم كانوا يرون أعمال كثيرة من الكفر كالاقتتال بين المسلمين، وإتيان المرأة في دبرها وغير ذلك من الأعمال، وهذا دليل على أن المقصود بكفر تارك الصلاة، هو الكفر الأكبر.وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال:من لا صلاة له لا دين له). والقول بهذا الأثر، كالقول في أثر عمر رضي الله عنه حيث جاء اللفظ في سياق النفي فدل على العموم.وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :من لا صلاة له لا دين له).وهذا كالذي قبله.ومن خلال هذه الأدلة الواضحة يتبين لنا كفر تارك الصلاة، سواء كان معتقداً أم غير معتقد، واشتراط الاعتقاد القلبي في تكفير تارك الصلاة، قول لا دليل صريح عليه، بل هو مخالف لما عليه الصحابة رضي الله تعالى عنهم، حيث يرون الإيمان قول وعمل يزيد وينقص فمن ترك العمل فهو كافر، وأبرز الأعمال التي تكون فاصلة بين الكفر والإيمان الصلاة، كما جاء ذلك في الأحاديث الصحيحة وهذا الحكم يقع على من ترك الصلاة عالماً بحكمها غير جاهل أو متأول، فان كان جاهلا: أي لا يعلم الحكم، فلا يعتبر كافراً حتى يعرف الحكم وتقوم الحجة عليه، وكذلك المتأول: أي الذي لا يرى كفر تارك الصلاة لشبهة عرضت له، فلا يكفر حتى تزول عنه الشبهة بقيام الحجة عليه، فلا يكفر إلا من كان عالماً بالحكم قد انتفت كل الشبهات والموانع عنه، والله أعلى واعلم.

تارك الصلاة أشد معصية من إبليس:
وتارك الصلاة قد أتى بمعصية، أشد من معصية إبليس، حيث دلت النصوص الشرعية على أن إبليس كان قبل خلق الله لآدم عليه السلام من أشد الجن عبادة لله، ولذلك أدخله الله سبحانه في الملائكة وهو ليس منهم، قال تعالى:"وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين". (البقرة:34)فعندما أمر الله سبحانه الملائكة بالسجود لآدم شمل الخطاب إبليس وهو ليس من الملائكة، بل هو من الجن إذ قال تعالى عنه:"وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه". (الكهف:50) ومن في هذه الآية لبيان الجنس، أي يبين الله سبحانه الأصل الذي منه إبليس وهو أنه من الجن وكذلك فقد خلق الله سبحانه الملائكة من نور وخلق الجن من نار، وخلق البشر من طين، ولو كان إبليس من الملائكة لكان مخلوقاً من نور ولكن دلت الآيات على غير ذلك، حيث قال تعالى حاكيا عن إبليس:"قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين". (الأعراف:12)وهذه الآية تبين أن الله سبحانه أمر إبليس بالسجود ولم يكن أمر الله خاصاً بإبليس وحده، بل كان ضمن أمره العام للملائكة، مما يتبين أنه كان مع الملائكة، ولم يكن منهم، وهذا تفضيل من الله لإبليس على عبادته له، فإبليس كان عابداً لله وكان يلقب بطاووس الملائكة. فهو لم يتكبر عن السجود لله، بل عصى الله بتكبره على آدم عليه السلام، فجعله من المرجومين المطرودين، وأما تارك الصلاة فهو يتكبر عن السجود لله سبحانه فهو لذلك أعظم معصية من إبليس، فتذكر أخي وانتبه فالأمر عظيم.

عقوبة تارك الصلاة:
وقد جعل الله سبحانه لتارك الصلاة عقاباً في الدنيا قبل الآخرة، وهو القتل، كما جاء في الحديث عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله". (متفق عليه)وذلك أن تارك الصلاة لا ذمة له، ولا عهد كما جاء في الحديث عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تخفروا الله في ذمته". (رواه البخاري)وقتل تارك الصلاة بعد الاستتابة، هو القول الراجح الذي عليه عامة أهل العلم. وأما في الآخرة، فان عقاب تارك الصلاة النار. قال تعالى:"فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً". (مريم:59)وقال تعالى حاكياً عن أهل النار:"ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين". (المدثر:42-43)

أخي الفاضل: إن الصلاة هي الصلة بينك وبين الله سبحانه، وهي العهد الذي بين الإيمان والكفر وهي شعار المسلمين، لقد فرضها الله سبحانه دون غيرها من الفرائض فوق السماء السابعة، حين عرج بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء، فاحرص عليها وإياك والتساهل بها، فتكون عاقبة أمرك خسراً أسأل الله العظيم أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين. تمت بحمد الله وفضله.





المصدر:" http://www.asunnah.net/ "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسيم الذكريات
Admin
نسيم الذكريات


المساهمات : 441
تاريخ التسجيل : 03/03/2014
العمر : 26

♥أضواء على الصلاة♥ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ♥أضواء على الصلاة♥   ♥أضواء على الصلاة♥ I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 25, 2014 1:42 pm

روووووووعه نايسسس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
♥ نورسة الجنون ♥

♥ نورسة الجنون ♥


المساهمات : 430
تاريخ التسجيل : 02/03/2014
العمر : 26

♥أضواء على الصلاة♥ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ♥أضواء على الصلاة♥   ♥أضواء على الصلاة♥ I_icon_minitimeالإثنين مارس 31, 2014 4:42 pm

فعلا الصلاة ضوء ينير دربنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
♥أضواء على الصلاة♥
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ☺فضل الصلاة☺
» **هل **تعلم **عن **الصلاة**
» $من غرائب المخ عند الصلاة $
» 92 طريقة لتعويد ابنك الصلاة$
» **من فوائد الصلاة الطبية والنفسية**

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى متع ذهنك :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: قسم غرائب وعجائب :: ♥عمود الدين (الصلاة)♥-
انتقل الى: