العشر أشياء الضائعة في هذه الدنيا%%

عقدت    العزم مرة الذهاب إلى الطبيب القلب واستئصال كل مرض أجده فيه فقرعت أبواب العيادات وجربت الأدوية لكن لم اجد النتيجة التي أرجوها حتى دخلت عيادة ابن القيم الجوزية رحمه الله أدركت بحق انه الطبيب الدي أبحث عنه فاتخدت استشارته على محمل الجد من بينها عشرة أشياء يجب المحافظة عليها وعدم إضاعتها

سألت    أولا العارفين عن مصطلح الضياع لأنني رأيت فيه المفتاح فقالوا هو التبذير وإضاعة الشيء هو عدم الانتفاع به مع وجوده وتسربه أثناء الغفلة أي كشيء يمضي أمامك أنت بحاجة إلى نفعه لكن لم تحس بمضيه



فالله جعل بداخلنا قوى كامنة وملكات مدفونة ما نستطيع بها ومن خلالها أن نستفيد من الظروف المحيطة بنا وجعلها في خدمة ديننا وقد تختلف هده القوى الكامنة من شخص إلى أخر و العجب كل العجب أننا نضيعها يضيع الوقت سدى و يضيع الجهد سدى في لحظات الغفلة==== نندم عليها



قبل فوات الأوان تعالوا لنعرف العشر الضائعات في الدنيا للشيخ ابن القيم الجوزية رحمه الله علنا نتدارك القليل منها فيما بقي من حياتنا



1)   علم لا ينتفع به


العلم ما انتفعت به و إذا لم تنتفع به لا قيمة له مرة وقع تحت يدي كتاب صدر بأربعة أدعية مؤثرة جداً الدعاء الأول يقول: " اللهم إني أعوذ بك أن يكون أحد أسعد بما علمتني مني "
أي أنت تتعلم تتعب تبذل جهداً تشرح توضح تحلل لكنك لم تطبق هذا العلم يأتي إنسان لا تعب ولا اجتهد سمع الحديث فقنع به طبقه قطف كل ثماره مصيبة كبيرة جداً اللهم إني أعوذ بك أن يكون أحد أسعد بما علمتني مني لذلك العلم الذي لا يعمل به جهد ضائع هده من جهة ومن جهة أخرى هناك علم لا نفع فيه والعلم الدي لا ينفع يضر صاحبه في الدنيا والاخرة


2)   عمل لا إخلاص فيه ولا اقتداء


شيء آخر: وعمل لا إخلاص فيه ولا اقتداء إنسان صلى في الصف الأول في صلاة الفجر أربعين عاماً في أحد الأيام غلبته نفسه فتغيب عن الصلاة فقال: ماذا يقول الناس عني هذا اليوم ؟ معنى هذا أنك في الأربعين عاماً فعلت هذا من أجل أن تنتزع إعجاب الناس العمل بلا إخلاص لا قيمة له عمل ضائع (إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى) رواه البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقيمة العمل بنيته وبالرؤيا التي قبله و*النية هده الكلمة لطالما أخافتني* فالإخلاص الإخلاص لأنه من دون إخلاص لا ينفع كثير العمل ولا قليله ومع الإخلاص ينفع قليل العمل

علم لا يعمل به جهد ضائع حجة عليك ندم يوم القيامة



3)   مال لا ينتفع به


من منا ليس له مال؟ بالأحرى فيما ننفق مالدينا من مال؟فالرسول عليه الصلاة والسلام أخبرنا في حديث له ان الله جعل المال فتنة لهده الامة كما جعل النساء فتنة لبني إسرائيل
كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:" ليس لك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأبقيت" استحضرتني في هدا المقام قصة رجل أتى الفضل بن العياض رحمه الله تعالى وقال له : فلان مات وترك الف درهم فقال له رحمه الله:"هو تركها لكن هي لم تتركه؟" "
علم جهد ضائع لا يُعمل به، عمل لا إخلاص فيه ولا اقتداء، مال لا ينفق منه فلا يستمتع به جامعه في الدنيا ولا يقدمه أمامه إلى الآخرة
والبخل والشح أمراض وبيلة ما أكثر انتشارها بيننا∙∙∙∙∙∙∙∙∙∙∙∙فهناك من يعيش فقيراً ليموت غنياً



4)   قلب فارغ من محبة الله


ساه ولاهٍ لذلك قال تعالى في سورة الشعراء﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ فالقلب السليم هو القلب الذي لا يشتهي شهوة لا ترضي الله ولا يصدق خبراً يتناقض مع وحي الله ولا يُحكّم غير شرع الله ولا يعبد إلا الله

قلب فارغ ليس فيه محبة لله يتحدث معك ساعات طويلة في أمور الدنيا لو أن الإمام أطال بالآية هناك من ينتقد الإمام لكن لو جلس لساعات أمام التلفاز أو الكمبيوتر فلا ضير قلب فارغ من محبة الله مشغول بالدنيا يقول الشيخ محمد حسين يعقوب في إحدى محاضراته "ينبغي يكون كل أنواع الحب تابع لمحبة الله فمحبة والدينا محبة لله ومحبة أبنائنا تكون لله محبة أزواجنا نجعلها لله ∙∙∙∙" في سبيل نيل رضى الرحمان والفوز بالجنان



5)   بدن معطل من طاعته وخدمة خلقه


معروف ان الإنسان كل متكامل جسد و روح وبذلك يكون بين دفتين فهو شبيه بالملا الاعلى إذا طبب روحه بمختلف تعاليم الرحمان كما انه شبيه بالحيوان إذا طبب روحه بمختلف تعاليم الشيطان والاصح تسخير الكل لخدمة وطاعة الرحمان و الفوز بالجنان وينبغي تحريض الجسد في سبيل إعطاء أرقى طهارة للروح
وخدمة خلقه فهناك من لا يتحرك إلا بعمولة لا يتكلم كلمة إلا بأجر لو دلك على شيء يريد أجرا لا يتحرك ولا يتكلم ولا يدلك إلا بمال و الحقيقة المرة أن الأبدان عطلت و معظمها أحيلت على التقاعد ومن بيننا أناس عبدوا أجسادهم



6)   محبة لا تتقيد برضاء المحبوب


الآن إذا أحب يحب محبوبا لا يحبه الله إذا أبغض يبغض جهةً يحبها الله محبته وكراهيته لا علاقة لها بإيمانه يحب من ينتفع منه محبة المنفعة يحب من يعظمه الغرور يكره من ينصحه الكبرياء فحبه وبغضه ليسا متقيدين بالشرع
إذاً علم لا يُعمل به عمل لا إخلاص فيه ومال لا ينفق منه، قلب فارغ من محبة الله، بدن معطّل من طاعتهِ وخدمة خلقه
لو أحب محبته لا تتقيد برضاء المحبوب وامتثالِ أوامرهِ

نحن من بحاجة لمحبه الله فحبه يدفعنا للاستغناء عن غيره∙∙∙∙∙∙∙ اعلموا أن الله لا يحتاج إلى محبتنا

تعصي المحب وتدعي حبه....... لعمرك هدا في القياس بديع

فلو كنت تحبه لأطعتـــــــه .........إن المحب للمحب مطيــــع




7)   وقتٌ معطل عن استدراكِ ما فرط أو اغتنامِ عمل صالح


يسهر لساعات طويلة في لعب النرد في المقاهي أو في متابعة المسلسلات وقت معطل عن استدراك ما فرط هذا الوقت الثمين يمكن أن يعوض فيه ما فاته من عمل صالح من طلب للعلم يقول الوقت " أنت بضعة أيام ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي جديد وعلى عملك شهيد تزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة

وقت معطل عن استدراكِ ما فرط أو اغتنامِ بر أو عمل صالح لا يتحرك إلا لمصلحته

   فكرٌ يجول فيما لا ينفع


وفكر يجول فيما لا ينفع اعتبرها الطامة الكبرى فهي اختزال لضياع الفكر و الوقت و القلب
أحيانا الإنسان ينغمس في متابعة الأخبار المحلية والعربية والإسلامية والدولية يتابع التعليقات والتصريحات مهما تتبعت الأخبار مهما تعمقت في فهمها مهما حللتها ماذا فعلت في النهاية ؟ ما فعلت شيئاً اعمل عملا تتقرب به إلى الله عز وجل أي فكر يجول فيما لا ينفعُ يقول لك قرأت الأوديسا ؟ ما قرأتها ؟ لا ولله سبعة آلاف بيت كلها آلهة وشرك لكن صياغتها رائعة قرأت ديوان فلان ؟ لا والله مشغول بموضوعات لا تقدم ولا تؤخر ولا ترتقي بالإنسان ولا ينتفع بها لكنها ممتعة لو رأيت الناس كيف يمضون أوقاتهم إما في معاصي اللسان الغيبة والنميمة أو في مثيرات تحفزهم إلى المعاصي والآثام أو في مواضيع لا قيمة لمن أدركها مرة دخل النبي عليه الصلاة والسلام إلى المسجد رأى نسابة سأل سؤال العارف من هذا ؟ قالوا: هذا نسابة، فقال النبي وما نسابة ؟ قال: علم بأنساب العرب، قال: ذلك علم لا ينفع من تعلمه ولا يضر من جهل به.
كم وقت أضعنا في التفكير في الأمور التافهة كم وقت نتعب فيه عقولنا في الامور التافهة كم وقت


9)   خدمة إنسان لا تقربك خدمته إلى الله


خدمة من لا تقربك خدمته إلى الله أحيانا يخدم إنسانا منحرفا فاسقا يحب أن يظهر أمامه أنه بطل همه انتزاع إعجابه همه أن يبتسم أمامه هذا الشخص مقطوع عن الله تخدمه متوهما أن بيده شيئا ولا أحد ينفعك إلا الله هو المعطي هو المانع هو الرافع هو الخافض هو المعز هو المذل

10)   خوفك ورجاؤك لمن ناصيته بيد الله:


في سورة هود خوفك ورجاؤك لمن ناصيته بيد الله تخاف من إنسان بيد الله، في قبضة الله، قال تعالى

﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )

هذا الذي تخافه هذا الذي ترجوه هذا الذي تعلق عليه الآمال هذا الذي تتوهم أن رضاه عنك يرفعك إلى أعلى عليين وأن سخطه عليك يهوي بك إلى أسفل سافلين أنت واهم هو بيد الله، في قبضة الله حاول أن ترضي خالقك حاول أن ترضي من إليه المصير حاول أن ترضي من وعدك بجنة عرضها السماوات والأرض
وخوفك ورجاؤك لمن ناصيته بيد الله، وهو أسير في قبضة الله، ولا يملك لنفسهِ ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا
هذا هو الشرك الأصغر هذا هو الشرك الخفي أخفى من دبيب النملة السمراء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء



  
*أعظم الإضاعات إضاعتان إضاعةُ القلبِ وإضاعةُ الوقت*
  



قال ابن القيم وأعظم هذه الإضاعات إضاعتان عشرة أشياء علمٌ لا يعمل به وعمل لا إخلاص فيه وماٌ لا ينفق منه، وقلب فارغ من محبة الله وبدن معطّل من طاعته وخدمة خلقه ومحبّة لا تتقيدُ برضاءِ المحبوب ووقت معطل عن استدراك فارط أو اغتنام عمل صالح وفكر يجولُ فيما لا ينفع وخدمة إنسان لا تنفعك خدمه وخوفك ورجاؤك لمن ناصيته بيد الله، هذه عشرة أشياء وهو أسير لكن أعظم هذه الإضاعات إضاعتان إضاعةُ القلبِ وإضاعة الوقت إضاعة القلب حينما تملؤه بحب الدنيا حينما تؤثر الدنيا على الآخرة حينما تؤثر حياة قصيرة على حياة أبدية فإضاعة القلب من إيثار الدنيا على الآخرةو أما إضاعة الوقت يأتي من طول الأمل أيها الأخوة الفساد كله يجتمع في اتباع الهوى وطولِ الأمل والصلاح كله يجتمع في اتباعِ الهدى والاستعداد للقاء الله عز وجل



أسال الله أن ينفعنا وإياكم بها وأن لا يجعل كتابة هته الأسطر ولا قراءتها مضيعة للوقت والجهد
      

المصدر: http://forum.mn66.com/t439149.html

اللهم نعوذ بك من هذه الاشياء الضائعة التي ليس منها فائدة